ورقة بحثية تكشف عن واقع الجريحات

2222222hg[v

نبض الجريح – خاص:

لقد عانى الشعب الفلسطيني على مر العصور ويلات الحروب والصراعات التي كانت تريد أن تنزع الفلسطيني من أرضة وتقتلعه من جذوره التاريخية في أرضه، فكانت نتيجة تلقائية لتلك الاعتداءات على الشعب الفلسطيني ارتفاع الكثير من الشهداء الذين رووا الأرض بدمائهم تضحياً من أجل الحرية وكان نصيب الجرحى كبير في تلك التضحية فقد فاق عددهم 140 ألف كان نصيب النساء من أمهات الشعب الفلسطيني ما يقارب النصف وهذا دليل واضح أن الاحتلال كان يستهدف الأم الفلسطينية.. يستهدف القاعدة.. يستهدف صانعة الرجال.. وقد علم الاحتلال أن لها الدور الكبير في نشأة الجيل الفلسطيني الذي سيدافع عن أرض الوطن ويدافع عن حقوق تلك الأمهات .

وقال الباحث بسام الصرفندي عن واقع النساء الجرحى وذلك من خلال ورقة بحثية قدمها في ورشة عمل بعنوان “ النساء جريحات الحرب معاناة نفسية واقتصادية واجتماعية، وإهمال المؤسسات “ أعدتها نادي إعلاميات الجنوب ضمن أنشطة مشروع عين الإعلام على عمليات العدالة والممولة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز سيادة القانون فيالأراضي الفلسطينية المحتلة, العدالة والأمن للشعب الفلسطيني.

إحصائيات

وذكر الصرفندي أن آخر الإحصائيات حسب تقرير أعده الأورو متوسطي قدر بأن أعداد الجرحى الغزيين بلغ نحو 140 ألف مواطن من مختلف الفئات العمرية، وأن عدد الجرحى من الإناث بلغ (3537) جريحة، حيث شكلن ما نسبته 31.5% من إجمالي عدد الجرحى في القطاع، فيما نالت النساء في الفترة العمرية ما بين (18 – 59 عامًا) النصيب الأكبر من الإصابات، حيث بلغ عددهن (2111) جريحة.

وأضاف :” وبحسب ما تشير إليه وزارة الصحة، وصلت أكثر من (100) سيدة حامل لمشافي قطاع غزة نتيجة تعرضن لإصابات مباشرة نتيجة العدوان، أُدخل عدد كبير منهن إلى أقسام العناية المكثفة، وفقد عدد منهم الأجنة، وتضاعف معدل وفيات حديثي الولادة خلال العدوان، حيث بلغ ما نسبته 14.1%، مقارنة بالأشهر السابقة التي لم تتعد 7.1%، بينما بلغت نسبة الأيتام من الإناث 51% من إجمالي الأيتام الذين خلفهم العدوان”.

وذكر الصرفندي أن  عدد النساء النازحات من بيوتهن جراء العدوان بلغ (11314) امرأة، مكث معظمهن في عشرات المدارس الحكومية، ومدارس تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” وفق التقرير الصادر.

معاناة

ويبين أن تردي الوضع الاقتصادي في قطاع غزة نتيجة الحصار المفروض على القطاع تراجع في الفرصة لإمكانية الحصول على عمل للمواطنين الذين يتمتعون بصحة كاملة فكيف ستكون الفرصة للجريح الذي فقد أحد أعضائه وكيف ستكون الفرصة للأم أو الفتاة التي من الصعوبة في الوضع الطبيعي أن تحصل على عمل وكيف ستعيل أسرة إن كانت متزوجة ولها أبناء.

وتابع حديثه :”فكثير من الأمهات فقدن أزواجهم وقد أصبن بإعاقة كانت حاجزا بينها وبين المجتمع، وكما ذكرنا في الاحصائيات ان التركيز من قبل الاحتلال في الاستهداف كان على النساء الآتي تتراوح أعمارهن بين (19-59) وهذا يوضح أن تلك النساء هن في زهرة العمر وفي سن  ريعان الشباب يبحثن عن تكوين أسرة سعيدة،”.

وأوضح الصرفندي أن المجتمع لم يعد ينظر الى تلك الفتاة الجميلة التي كانت تتحرك بكل أريحيه تتنقل بين الجامعة والمنزل، فكيف سينظر لها وقد فقدت أحد الأعضاء وتتحرك على كرسي متحرك أو على عكازتين، فهل مازالت تتمتع بنفس النظرة من الاهتمام، أسئلة كثيرة تدور في أذهان الجريحات وعندما يجدن لها إجابة تكون الإجابة قاسية من قبل المجتمع الذي من المفترض أن يكون هو الحاضن لتلك التضحيات.

واستطرد :” للجريح حقوق كفلها القانون الإنساني الدولي من حق التعليم وحق العلاج وحق العيش بكرامة وحق العمل وكثير من الحقوق الاجتماعية الأخرى، ولا ننسي يوم الجريح الفلسطيني والذي تم إقراره في 13 مارس/آذار عام 1968 من كل عام بمرسوم رسمي صدر عن الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، تقديراً لمعاناة الجرحى ودورهم الوطني وللفت أنظار الجميع إلى معاناتهم المستمرة واحساساً منة بالمعاناة التي ستنتظرهم من بعده”.

دور المؤسسات

وعن دور مؤسسات المجتمع المدني قال الصرفندي :” للمؤسسات المجتمعية دور كبير في التنشئة التي يحتاجها الجريح بعد الإصابة التي يتعرض لها فهو يصبح بمثابة الطفل الذي يريد إعادة تنشئة من جديد ودمج في المجتمع، ومن بين المؤسسات الكبرى التي تعتبر المؤسسة الرئيسية الحاضنة لمشروع الجرحى “مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى”حيث بلغ عدد الجرحى الذين تعني بهمحوالي 40 ألف من الشهداء والجرحى منهم 23 ألف مستفيد في الخارج و17 ألف مستفيد في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان لتلك المؤسسة نصيب من الانقسام السياسي حيث لم يتقاضى أي جريح أو أسرة شهيد من شهداء وجرحي عام 2014 المخصصات المالية التي أقرت لهم، وهذا كان احد العوائق  لدمجهم في المجتمع.

وتحدث عن مؤسسة الأيدي الرحيمة لرعاية الجرحى والتي تم تدمير مقرها بشكل كامل بعد قصف برج الباشا في مدينة غزة، فقد تأسست جمعية الأيدي الرحيمة الخيرية عاما 2005 م في قطاع غزة لخدمة فئة الجرحى وذوي الإعاقة، والمساهمة في رفع المعاناة التي ألمت بهم, والمتزايدة يوماَ بعد يوم جراء ممارسات الاحتلال المتواصلة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، تحت إدارة رئيس مجلس إدارتها الجريح وائل فرج.

وأضاف :”  وضعت تلك المؤسسة برامج تحاول من خلالها الوصول لما يحتاج له الجريح في المجتمع مع النظر بعين الاعتبار للحصار المفروض على قطاع غزة، ومن الملاحظ ان الاحتلال كان يضع الجمعيات التي تخدم فئة الجرحى تحت هدف نيرانه في العدوان على قطاع غزة والذي يصعب من دور تلك المؤسسات والجمعيات، وقد تواجه تلك الجمعيات بعض التقصير في برامجها التي قد تحتاج الى وحدة وطنية في إدارة الأهداف لتحقيق المصلحة العامة  لجرحى الشعب الفلسطيني”.

وأوصى الصرفندي في نهاية حديثه أن النساء الجريحات هن أساس المجتمع وهن صانعات الرجال والاهتمام بهم واجب وطني, رفع المستوي الاقتصادي للجرحى يؤثر بشكل إيجابي على المجتمع ككل, التنشئة الاجتماعية للمجتمع ككل بما يتناسب مع احتياجات وتطلعات الجرحى, المؤسسات الرسمية لها الدور الأكبر في توفير المستوي الاقتصادي الجيد لرفع المعاناة عن الجريح، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني التي لها الدور الاجتماعي الأساسي لدمج فئة الجرحى في المجتمع ومساعدتهم في نيل حقوقهم”.

توصيات

إنشاء هيئة عامة وطنية تشرف على الجمعيات العاملة في مجال تقديم الخدمات للجرحى وعوائل الشهداء، ووضع خطط استراتيجية تتناسب مع احتياجات الجرحى في المجتمع وتتناسب مع تزايد اعدادهم، بالإضافة إلى توفير المهن التي تتناسب مع طبيعة عمل الجرحى وكذلك توفير مخصص مالي لكل جريح بغض النظر عن انتمائه السياسي فكل الجرحى جرحوا على أرض فلسطين ولأجل فلسطين، وفي النهاية أوصى بترتيب لقاءات مفتوحة مع الجرحى ومع المسئولين للوقوف على التقصير بحق الجرحى وللوقوف على الدور الازم لخدمة تلك الفئة من المجتمع.

 

 

شاهد المزيد من الأخبار والأنشطة