بيان | كلمة جمعية الأيدي الرحيمة الخيرية والمؤسسات العاملة في مجال خدمة الجرحى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله القائل  وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ ” وبعد، الحضور الكريم جرحانا البواسل أصحاب أوسمة العزة والفخار أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تمر علينا  ذكرى يوم الجريح10406761_873788459309104_1346067045139980192_n الفلسطيني هذا اليوم الذي لم يأخذ حقه  الطبيعي بين ايامنا الوطنية حتى انني مع الاسف والالم اشك ان  الكثير منا يعرف ان هناك يوم اسمه يوم الجريح ، مع انه يمر بنا للمرة السابعة والاربعون، اذ ان جرحانا الابطال قد اعتمدوه عام 1968، كيوما رسميا للجرحى، واعتمده الشهيد ابو عمار رحمه الله ، بقرار لم يلبث ان أصبح مرسوما نافذا.

ولعل طبيعة هذا اليوم الكبير، هي التي وضعته في تلك المنطقة المسكوت عنها في عمر نضال شعبنا ، فيوم الشهيد مناسبة لإحياء ذكرى اولئك العظماء الذين قضوا الى الله شهداء، ويوم الاسير مناسبة لتجديد العهد للاسرى من اجل تحريرهم. وزادت فصائلنا الوطنية  وذوي الأسرى يوم الاثنين من كل اسبوع صرخة في ضمير الانسانية لتضع العالم امام مسؤولياته تجاههم، اما يوم الجريح الفلسطيني فلم تتبلور بعد سبعة واربعون عاما افكارا ناجعة في شأنه، تتجاوز التضامن والتعاطف، بل ظلت بحدود دعاء تقليدي بالشفاء للجرحى في مواسم الخطابة.

تأتي الذكرى في الوقت الذي لا زالت فيه جراحات جرحانا تنزف وآلام جرحهم يزداد وجعا يومأ بعد يومً ومما يزيد الألم ألماً هو تنكر القريب والبعيد لهم وحرمانهم ابسط حقوقهم ، فمن قدم اغلى ما يملك لتنعم أمته بالعزة والكرامة كان يتوقع أن تقف الأمة خلف قضيته … لا أن يكافأ بحرمانه أبسط حقوقه وأقلها تمكينه من السفر لاستكمال علاجه عند اشقائه في العروبة والإسلام أو أعادة بناء مسكنه الذي دمره الاحتلال  ، في هذا اليوم نستذكر نضالات هؤلاء الأبطال الذين رسموا خارطة الوطن بدمائهم وأشلائهم نقشوا بها حروف التاريخ بالدم والمعاناة والصمود … نستذكر هؤلاء العظماء أصحاب الأوسمة داخل حدود الوطن وخارجه والذين لا زال الكثير منهم يرقد على أسرة المشافي والكراسي المتحركة … فهم شامة على جبين الأمة … إنهم الرجال الرجال في زمن عز فيه الرجال … السعي على راحتهم واجب مقدس كيف لا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا ، فخدمتهم عبادة نتقرب بها إلى الله ، وفي يوم الجريح ندعو لتوحيد جهود الجرحى خلف قضيتهم وعدم ضياع جهودهم وجهادهم وآلامهم في تقسيمات فصائلية تضيع معها الحقوق فهم الضلع الثالث من مثلث الجهاد والمقاومة إلى جانب الشهداء والأسرى ، وإننا كمؤسسات راعية لهذه الشريحة المجاهدة نتقدم في هذا اليوم ومن هذا المكان بما يلي :

  1. أن يكون الثالث عشر من شهر مارس من كل عام يوماً وطنياً للجرحى تقديراً لتضحياتهم
  2. العمل على تبني قضية الجرحى من قبل الكل الفلسطيني باعتبارها قضية وطنية لا تخص فصيل دون الآخر والعمل على المساواة بينهم.
  3. العمل على تشكيل وزارة أو هيئة رسمية ترعى شئونهم وتلبي احتياجاتهم
  4. العمل على توفير كل ما يلزم من احتياجات طبية وتأهيلية واجتماعية
  5. ان يتم اعتماد جميع الجرحى الذين لديهم عجز من جميع الفصائل في مؤسسة الشهداء والجرحى دون تمييز.
  6. استيعاب الجرحى داخل كافة مؤسسات الوطن
  7. العمل على اصدار قوانين خاصة بالجرحى تدافع عن قضيتهم وتحمي حقوقهم
  8. اعتماد جرحى معركة الإعداد والتجهيز في المؤسسات الرسمية والأهلية كجرحى لهم كامل الحقوق فهم من صنعوا للأمة مجدها.
  9. منح علاوة صحية لمن هم بحاجة لعلاج وأجهزة طبية وأدوات مساعده وتأهيل, بشكل متواصل تتضمن بدل لوازم طبية مثل أطراف صناعية وصيانتها واستبدالها بالإضافة إلى موضوع العيون واستبدالها بشكل دوري كل ثلاث سنوات.
  10. أن يشمل التأمين الصحي الكراسي المتحركة والأحذية الطبية والعكاكيز واللوازم الطبية وعلاج التقرحات التي تصيب الجرحى وهي قضايا لا يشملها التأمين الحالي
  11. إلغاء قانون نسبة العجز 40% باعتباره قانونا مجحفا بحق العديد من الجرحى، وتحديد العجز وفق مدى القدرة على العمل بعد الإصابة.
  12. نطالب أن لا يبقى الجرحى والمصابون مستثنيين من منح الحج السنوية أسوة بالأسرى والشهداء.

وختاماً نطالب أن يتم الاستجابة لهذه المطالب العادلة والمشروعة للجرحى ، كونها مطالب تنسجم ومكانة هؤلاء الأبطال الذين يحملون على أجسادهم نياشين وأوسمة البطولة والجهاد ، وتأمين الحياة الكريمة لهم بما يحفظ مكانتهم فهم لم يبخلوا يوما في تلبية نداء الواجب فكانوا في الطليعة وفي الصفوف المتقدمة دفاعا عن الأرض والشعب والقضية.

شاهد المزيد من الأخبار والأنشطة