جرحى غزة عين على ألم الإصابة وأخري تراقب معبر رفح
جمعية الايدي الرحيمة – غزة
بمجرد أن يستيقظ يتوجه فؤاد أبو عسكر إلى التلفاز أو الإذاعات عله يستمع لخبر يفتح الأمل له بالتخلص من ألمه الذي سكن جسده, فوضعة الصحي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
فأبو عسكر الأربعيني أصيب خلال الحرب الأخيرة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام الماضي، إصابة تسببت في بتر قدماه وعلى إثرها فإنه يحتاج لعملية جراحية عاجلة بالخارج بالإضافة إلى الدواء الذي يحصل عليه بصعوبة شديدة نتيجة الحصار الخانق.
وقال واصفاً حالته :” وضعي الصحي سيء جداً, ولا يمكن أن أجري العملية في غزة فهي صعبة وتحتاج لمتخصصين في أجرائها, ولكن إغلاق معبر رفح البري, يمنعني من اكمال حياتي بدون وجع أو ألم, كل يوم أنتظر سماع خبر فتح المعبر على أحر من الجمر”.
وبيّن أن إغلاق معبر رفح هو عقاب جماعي لجميع سكان قطاع غزة, مطالباً المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها أمام المحاصرين ودعمهم بكل الطرق الإنسانية المتاحة.
حالة أبو عسكر ليست هي الوحيدة في غزة فهو مثال واحد من بين الكثير من جرحى الاعتداءات الإسرائيلية وهم بحاجة إلى السفر للخارج لإجراء عمليات لا تجري في غزة أو الحصول على علاجات غير متوفرة أيضا, وتركيب أطراف اصطناعية ولكن اغلاق معبر رفح البري حال دون تحقق ذلك.
ولإيصال رسائل للسلطات المصرية بضرورة فتح المعبر, يعتصم جرحى قطاع غزة بشكل دوري أمام المعبر أو في خيمة الاعتصام قبالة مقر السفارة المصرية بمدينة غزة للسماح لهم بالسفر لاستكمال تلقي العلاج لهم في المستشفيات الخارجية.
كما طالب عدد من الجرحى في وقفة احتجاجية أمام ميناء غزة البحري بإنشاء ممر مائي لا يخضع لسيطرة أحد، يمكنهم من السفر والتحرك بحرية.
حق التنقل والسفر
من جانبه،أكد الناطق باسم اللجنة الوطنية لكسر الحصار, أدهم أبو سلمية, أن 1500 مريض وجريح ينتظرون بفارغ الصبر فتح معبر رفح المغلق منذ فترة طويله, داعيا إلى ضرورة احترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي كفلت حماية الحق في التنقل والسفر، كما طالب الحكومة بتحمل المسؤولية تجاه قطاع غزة، والكف عن سياسة إدارة الظهر لحاجات القطاع.
وأضاف :” أن حرمان سكان قطاع غزة من حقوقهم الأساسية وسياسيات الحصار والإغلاق، ومنع التنقل الذي تفرضه قوات الاحتلال والذي تساهم فيه الأطراف الدولية والعربية والفلسطينية يؤديان إلى مضاعفة خطيرة لأعداد العاطلين عن العمل في صفوف الشباب الفلسطينيين”.
وأشار أبو سلمية إلى أن إغلاق المعبر يحرم عدداً كبيراً من الجرحى وحتي المرضى من حقهم في العلاج، مما يعيق تواصل الغزيين الاجتماعي والعائلي وممارسة الشعائر الدينية.
وشدد على ضرورة أن “تتداعى الجهات الدولية لتحقيق مطالبنا العادلة في الرفع الكامل للحصار الظالم عن القطاع بكافة أشكاله، وألا تكون أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي لشرعنة الحصار، وأن تعمل هذه الجهات من منطلق واجبها على إزالة كافة العقبات المقامة في وجه حقوق شعبنا، ومن أبرزها حقه في السفر وحرية التنقل”.
ومن جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة د. أشرف القدرة ضرورة فتح المعبر من أجل دخول الاحتياجات الطبية والإنسانية والسماح بسفر المرضى من المعبر للتوجه إلى المستشفيات التخصصية في مصر والعالم العرب.
وأضاف:” يجب أيضا على مصر بالسماح بدخول الوفود الطبية التي تساهم في التخفيف من معاناة المرضى في غزة”.
وفي نفس السياق بين مدير جمعية الأيدي الرحيمة الخيرية محمد أبو الكاس والمهتم بشريحة الجرحى أن هناك الكثير من جرحي العدوان الإسرائيلي بحاجة ماسة لتلقي العلاج في الخارج بسبب عدم قدرة القطاع على علاج الكثير من الإصابات الناتجة عن استخدام أسلحة خطيرة ومحرمة .
وذكر أنهم أيضا محرومون من وصول الوفود الطبية إلى غزة والتي توفر الكثير من تكلفة العلاج في الخارج, بالإضافة إلى عدم قدرة القطاع على متابعة حالات البتر وتركيب أطراف اصطناعية بسبب صعوبة بعض الحالات .
يذكر أن السلطات المصرية تغلق معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر لدواع امنية ، في شمال ووسط شبه جزيرة سيناء