الجريح عصفور: نحن أجساد بلا حركة ولا حقوق ولا أحد يتكفل بنا

خرج ليطعم أطفاله فعاد بقدمٍ واحدة

التقاط

نبض الجريحنور اسليم :

كان الوضع خطيراً، طائرات الاستطلاع (الزنانة) لم تغادر السماء، صوتها خرق الآذان، وبسبب الانفجارات المتتالية التي هزت الأرض والجسد وجعلت القلوب تسقط بين ركاب أصحابها والتي لم تكن تميز بين طفل أو رجل شيخ أو امرأة، وأمام كل ذلك خاطر بالخروج من أجل إحضار شيئاً لإطعام أطفاله في سبيل إخماد نيران جوعهم، ولأن الزنانة اللئيمة لم تترك شيئاً يتحرك على الأرض إلا وقصفته بصاروخها الموجه، كان الضحية وقتهاالجريح محمد عصفور”.

عصفور طمأن زوجته واعداً إياها بالقول بأن سيذهب إلى مكان قريب عله يجد فيه ما يسد جوع أطفاله وسيعود حالاً، لكنه لم يعلم أنه لن يستطيع الوفاء بوعده خاصة أمام ذلك العدو المعروف بالغدر و المشهور بنقض الوعود كما وصفهم جل و علا في كتابه العزيز، صاروخ استطلاعي أصاب دراجته النارية التي كانت تقله وقتها مما تتسبب بفقدان قدمه اليسرى وحرق أجزاء متفرقة من جسمه.

الحياة أشد صعوبة

عصفور أكد لـنبض الجريحبأن حياته بعد الإصابة أصبحت أشد صعوبة معللاً ذلك بأنه بحاجة لاستكمال علاجه وتركيب طرف صناعي، فضلاً عن الوضع في غزة الصعب على المواطنين العاديين فما بالك بالجرحى وخاصة التابعون لعدوان 2014 حيث لا جهة رسمية اعترفت بهم ولا قدمت لهم يد المساعدة والمساندة حسب وصفه.

جريحنا لا يزال ينتظر دوره في تركيب الطرف الصناعية الذي سيمكنه من قضاء بعض احتياجاته اليومية وهو يقف على قدميه، غير مضطر للجوء إلى ذلك الكرسي المعدني الذي يعيقه في الكثير من الأوقات حسب وصفه.

وتوجه الجريح عصفور إلى  مركزالأطراف الصناعيةالتابع لبلدية غزة، لتقديم طلب لتركيب طرف صناعي له، وحتى الآن ينتظر الجريح دوره في ذلك، خاصة و أنه حالة من بين الآلاف من الجرحى الذين أصيبوا بحالات بتر خلال العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال صيف2014  ممن بحاجة إلى أطراف صناعية.

يذكر أن المركز يقدم أطرافا صناعية لكل من تعرض لحالة بتر، طبقا لأدق المواصفات العالمية، بحسب القائمين للمركز، حيث تدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر مركز صناعة وتركيب الأطراف الصناعية بالمواد اللازمة وبالمختصين.               

مناشدة

وناشد عصفور مطالباً الجهات و المؤسسات الداعمة بأن تساعده في تركيب طرف صناعية، وفي إيجاد فرصة عمل تناسب حالته و يتمكن خلالها من إعالة أسرته و أطفاله، خاصة و أن مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير التي  تصرف مستحقات مالية على عوائل شهداء وجرحى الشعب الفلسطيني شهرياً،لم تعتمد حتى اللحظة أسماء الجرحى وشهداء حرب 2014، حسب كلامه.

وبغرغرة تملأ صدى صوته المجروح تابع حديثه قائلاً: “حياتنا وقفت، نحن أجساد بلا حركة ولا حقوق لنا ولا أحد يتكفل بنامستدركاً حديثه بأنه على الرغم من أننا نحن من ضحينا بأغلى ما نملك بأجسادنا في سبيل قضيتنا ووطننا”.

يذكر أن عدوان العصف المأكول الذي شنه المحتل على قطاع غزة خلف وراءه نحو 11 ألفا جريحاً، منهم (3303)، يعاني منهم ألفإعاقة دائمة، وأصيبت 302 امرأة أكثر من 100 منهن يعانين من إعاقة دائمة، وفقاً لإحصائيات صادرة من وزارة الصحة الفلسطينية.

شاهد المزيد من الأخبار والأنشطة