1000 مريض بغزة يأملون بإيجاد متبرعين لزراعة العين

بعد نجاح صناعة العيون الاصطناعية بمركز الرضوان

1000 مريض بغزة يأملون بإيجاد متبرعين لزراعة العين

 

view_1378885335

– العين المصنوعة مريحة وتمنح محتاجها شعورا بالثقة وتطابق في شكلها العام العين الطبيعية، والمواد المستخدمة في صناعتها آمنة ولا تؤدي إلى التهابات أو إفرازات

– 100 مريضاً مسجلين في المركز بحاجة ماسة لزراعة العين الاصطناعية.

– التعامل بحرفية مع الحالات الطبية المعقدة والمشوهة.

بعد محاولات كثيرة لإقناعه استطاع الطبيب البدا في بإجراءات تصنيع العين التي فقدها منذ كان صغيرا، بعد انتهاء الحرب تحدث الشاب للطبيب طالبا منه تصنيع عين جديدة فقد ضاعت خلال استهداف منزلهم.

ليقول الطبيب يوسف حسين:” لم أتوقع أن تصبح العين الاصطناعية له شيء أساسي في حياته فهو يرفض الخروج من المنزل إلا إذا تم صناعة واحدة جديدة له رغم انه كان رافضا لها بشكل كبير جدا.

هذه الحالة هي حاله من عدة حالات تمر بشكل يومي في مركز الرضوان الطبي الخيري التابع لجمعية الأيدي الرحيمة في غزة، والذي يستقبل حالات مرضية ممن فقدوا أعينهم نتيجة المرض أو الحروب أو الإصابات، حيث افتتح قسم العيون الاصطناعية في هذا المركز قبل سنة، وأعتبر أول منشأة طبية لزراعة العين الاصطناعية التجميلية على يد طبيبين غزيين، والذي يُعتبر من التخصصات النادرة على مستوى العالم.

الطبيب اختصاصي العيون الاصطناعية يوسف حسين البالغ من العمر (29 عاماً)، إنه وزميله صبري حجاج من قطاع غزة بالإضافة الى فلسطيني ثالث في الضفة الغربية ضمن 27 طبيبا على مستوى الشرق الاوسط والعالم يمتهنون هذا التخصص.

وأضاف:” لدى اطلاعه على ملف العيون الاصطناعية في وزارة الصحة بغزة، وأجد حاجة ماسّة للمرضى لزرع عيون اصطناعية، خاصةً في ظل ازدياد الحالات المرضية المشابهة وعدم تمكّن هؤلاء من السفر الى خارج البلاد”، مشيراً إلى أن المركز لديه في هذه الأثناء كشف عاجل بأسماء 100مريضاً هم بحاجة ماسة لزراعة العين الاصطناعية.

دورة خاصة في صناعة العيون

وتمكن طبيبان فلسطينيان من الالتحاق بدورة خاصة في صناعة العيون بالأردن على يد الخبير العربي د. يحيى خريسات، ومن ثم قررا العودة إلى القطاع لإفادة المواطنين بما تعلماه وأبدعا فيه.

ويؤكد حسين أن المركز افتتح في البداية للجرحى الناتجة جراحهم عن اصابة من العدو الإسرائيلي ولكن هناك أقبال المرضي كبير جدا على المركز مما دفعهم لفتح لجميع المواطنين , منوها إلى أن ما يميّز المركز هو تفصيل العين وصنعها من ألفها إلى يائها بما يتناسب مع العين السليمة لكل حالة بينما معظم القائمين على هذه المهنة يستخدمون عيون الاصطناعية جاهزة.

وأشار إلى أن خطوات تفصيل العيون الاصطناعية التي تبدأ بأخذ طبعة من محجر العين وهو المكان الذي استؤصلت منه العين وبناء عليها يتم تصنيع العين الاصطناعية بأبعادها الدقيقة لتلائم المحجر الذي ستوضع فيه.

وأضاف: إن” العين المصنوعة “مريحة وتمنح محتاجها شعورا بالثقة وتطابق في شكلها العام العين الطبيعية”، مبينا أن المواد المستخدمة في صناعة العين “آمنة ولا تؤدي إلى التهابات أو إفرازات ويمكن للمريض ارتداؤها من دون معاناة أو حتى الشعور بوجود جسم غريب”.

وذكر حسن أنه وزميله في غزة يجيدون صناعة العيون بثماني طرق، في حين أن الغالبية في العالم يجيدونها بطريقة أو اثنتين على الأكثر، مشيرا إلى أن ذلك مكنهما من التعامل بحرفية مع الحالات الطبية المعقدة والمشوهة.

العقبات

وحول العقبات التي تواجههم قال:” إن عدة معيقات تحول دون تطوير العمل بشكل كبير، أبرزها غياب الدعم المادي الرسمي والمؤسساتي، خاصة أن المواد المستخدمة مرتفعة الثمن كما انها قليلة، أضافة إلى أن الأجهزة التي تبرّع لنا بها لنا أستاذنا الدكتور يحيى خريسات متواضعة”.

وأوضح حسين أن انقطاع الكهرباء يسبب قلقا دائما له ولزميله خشية أن يؤثر ذلك على الأجهزة التي عانوا الأمرين في طريق جلبها لغزة، مبينا أن “أي عطل في أي جهاز سيوقف العمل حتى شحن أجهزة جديدة أو تصليح المتعطل.

ولهذه الأسباب، يعالج المركز المرضى وفق اولويات إنسانية، حيث تبدأ من الاطفال مرورا بالسيدات والفتيات، وصولا الى طلاب الجامعات والشباب المقبلين على الزواج، فيما وصل عدد الحالات التي تعاملوا معها على مدار عملهم اقل من 100 حالة زراعة عين.

ويبيّن حسين أن المركز يشهد اقبالا شديدا يزداد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن الكثير من الحالات غير قادرة على الدفع وهؤلاء هم أكثر الناس حاجتا ويؤلمنا كثيرا عدم قدرتنا على مساعدتهم، أما المرضى والجرحى فتتكفل جمعيات خاصة بتكاليف العلاج.

وأضاف: “التكلفة بالنسبة للبسطاء عالية، حيث يحتاج الأطفال المرضى لتغيير العين ما بين 6 شهور الى سنة حتى يتلائم محجر العين مع العين الاصطناعية بما يتلاءم ونموهم، بينما تستغرق صناعة العين للشخص العادي نحو 35 ساعة عمل، وفي ظل انقطاع الكهرباء ومحدودية الاجهزة تتم صناعة سبعة عيون الاصطناعية شهريا”.

ويشكو الطبيب من أن “المؤسسات المحلية وتلك المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة لا تبدي اهتماما بالمشروع”، مقدرا أن نحو 1000 فلسطيني في قطاع غزة بحاجة إلى عين الاصطناعية.

ويأمل حسين في توفير أجهزة أكثر تخصصا لذلك، وإيجاد دعم حقيقي، لأن معاناة الناس كبيرة والحاجة بغزة إلى مثل هذا المركز ملحة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية عليه”.

ويشير الى أن وزارتي الصحة لا تمنح المرضى تحويلة للخارج لأنهم يعتبرونها جمالية، مضيفا: “يُصنّف مريض العين الاصطناعية من مرضى التجميل، لكن قياسا بحجم المشاكل الصحية التي يتعرض لها المريض يكون هذا الكلام غير صحيح، ولمّا تم افتتاح المركز في غزة أصبح لديهم أمل”. موضحا أنهما يشعرا بالرضى التام حينما يبتسم المرضى.

شاهد المزيد من الأخبار والأنشطة