الاعتمادات المالية .. ملفات عالقة تحول حياة الجريح إلى جحيم

 

 

الجريحة العويدات :

نعيش أوضاع معيشية صعبة, ولم نحصل على أي وعود بصرف مستحقاتنا حتى اللحظة

 

الـــبـــراوي:

هناك تفرقة واضحة بين

شهداء وجرحى

الضفة المحتلة وقطاع غزة

 

النحال :

الانقسام الفلسطيني يساهم بعرقلة اعتماد المخصصات المالية لنحو 2300 أسرة شهيد و3000 جريح

 

نبض الجريح –غزة الجريح-رائد copy

تعيش الجريحة فاطمة العويدات” 65 “ عاماً أوضاعاً معيشية قاسية بعد أنّ فقدت منزلها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، صيف العام الماضي، وما يزيد من صعوبة أوضاعها آثار العدوان على جسدها فضلاً عن عدم اعتماد مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير، أسماء الجرحى وشهداء حرب 2014.

 

تصرف المؤسسة، شهرياً، مستحقات مالية على عوائل شهداء وجرحى الشعب الفلسطيني، لكنها، منذ الانقسام الفلسطيني، أخرت صرف مستحقات ذوي الشهداء والجرحى في غزة، حتى أنّ شهداء وجرحى حرب عام 2008 صرفت لهم مستحقاتهم قبل أشهر قليلة فقط.

وتفاقمت معاناة العويدات لما وصلت له من وضع صحي خطير فقد كانت أول جريحة تصل مستشفى النجاح الطبي في الضفة الغربية خلال الحرب بعد انهيار المنزل على عائلتها جراء استهدافه في مخيم المغازي وسط قطاع غزة, وسقوط كتلة إسمنتية كبيرة عليها تسببت في حدوث كسور في الترقوة والحوض والصدر, هذه الكسور حتى يومنا هذا مازلت تتأثر منها وتعاني من آلام في الصدر والظهر والرقبة وتحتاج لمتابعة في العلاج .

ما بين الألم والحاجة

ولم يكن الألم فقط في جسدها فمع انهيار منزلها تنقلت العويدات ما بين عدة منازل, مضيفةً :” على مدار عام كامل، أتنقل من منزل لآخر، فتارة أقيم في بيت أهلي ثم في منزل أهل زوجي، وفي بعض الأحيان اضطررت لاستئجار شقة صغيرة، لكن ظروفي المالية لم تسعفني على البقاء فيها، فاضطررت مرغمة إلى العودة لبيت أهلي إلى حين اعتمادي وعائلتي كجرحى واعتماد ابنتي كشهيدة، من قبل مؤسسة أسر رعاية الشهداء والجرحى، وصرف بند مالي لهم”.

وذكرت أنها وغيرها من ذوي الجرحى والشهداء قاموا بالعديد من الخطوات الاحتجاجية لمطالبة المؤسسة باعتماد شهداء وجرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة وصرف مستحقات مالية لهم، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي نعيشها وحالة الحصار وعدم وجود فرص عمل تحل جزءاً من الأزمة، لكن حتى اللحظة لم يحصلوا على أي وعد حقيقي ينهي معاناتهم اليومية.

ويقدر عدد شهداء حرب 2014 بنحو 2174 شهيداً، من بينهم 530 طفلاً و302 امرأة، بينما أصيب ما يزيد عن عشرة آلاف فلسطيني، منهم 3033 طفلاً و2101 امرأة، فيما ثلث الأطفال الجرحى يعانون إعاقة دائمة، طبقًا لإحصائيات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

ملفات عالقة

وتُعتمد أسماء أسر الشهداء لصرف المخصصات فور إرسال ملفاتهم من فروع المؤسسة إلى وزارة المالية في السلطة الفلسطينية، لكن المتحدث باسم لجنة أهالي الشهداء والجرحى بغزة علاء الدين البراوي يقول إن ذلك لا يحدث مع أهالي شهداء القطاع.

ويقرالبراوي, إنّ ذوي الشهداء والجرحى تلقوا سلسلة من الوعود من مؤسسة رعاية أسر الشهداء، كان آخرها، قبل أكثر من شهرين بناءً على اتصالات من الرئيس محمود عباس، الذي وعد باعتماد أسمائهم فور تحويل الاحتلال لعائدات الضرائب (أموال المقاصة) إلا أنه لم يفِ بوعده حتى اللحظة.

وأضاف:” أن عدد أسر الشهداء مستحقي صرف رواتب لهم يفوق الــ2000 أسرة غزيّة، فقد عدد منهم أكثر من شهيد خلال الحرب الإسرائيلية، الصيف المنصرم”، منوها أن المؤسسة التابعة لمنظمة التحرير اعتمدت مخصصات مالية لـ32 أسرة في محافظات الضفة الغربية بعد استشهادهم فوراً.

ولفت البراوي إلى أنّ معاناة أهالي شهداء وجرحى الحرب الأخيرة على غزة في ازدياد مع اشتداد الحصار وانقطاع الرواتب وفقد المعيل وعدم صرف مستحقات مالية لأسر هؤلاء الشهداء ولمن أصيب في الحرب، مشدداً على رفض ذوي الشهداء والجرحى في غزة حالة التمييز التي تقوم بها السلطة الفلسطينية ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى.

وتحتاج نحو ثلاثمئة عائلة من عوائل شهداء غزة صرف المخصصات المالية بشكل عاجل، إذ استشهد الوالدان، ولم يتبق إلا الأطفال وحدهم، وفق البراوي.

وأكد ، أن أهالي الشهداء والجرحى ماضون في برنامج تصعيدي لخطواتهم الاحتجاجية، حتى صرف رواتبهم ومستحقاتهم، حيث بدأ هذا البرنامج في إقامة خيمة اعتصام والضغط على مؤسسة الشهداء والجرحى.

وتصرف المؤسسة -التي أنشأتها منظمة التحرير عام 1965- لعائلة الشهيد غير المتزوج ألفا وأربعمئة شيكل شهريا (380 دولارا)، أما المتزوج ولديه أبناء فتصرف لعائلته ألفي شيكل (540 دولارا) فما فوق.

الانقسام يعرقل

بدوره، ذكر مسئول مؤسسة رعاية أسر الشهداء، محمد النحال، أنّ الانقسام الفلسطيني يساهم بشكل كبير في عرقلة اعتماد المخصصات المالية لصالح أسر الشهداء والجرحى، والبالغ عددهم نحو 2300 أسرة شهيد و3000 جريح.

وأكدّ النحال أنهم يبذلون الجهود اللازمة لاعتماد أسر شهداء وجرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وصرف مستحقات مالية لهم أسوة بباقي أسر الشهداء الذين اعتمدوا، و الجرحى أيضا .

ورغم حديث النحال عن أن عائلات شهداء والجرحى غزة تقاسي أوضاعا صعبة، وبعضهم تُرك من غير معين، إلا أنه يقول إنه ليس صاحب قرار في اعتمادهم، وإنهم بانتظار قرار من السلطة الفلسطينية في رام الله.

ورفض مسئول المؤسسة بغزة تحديد موعد لصرف مخصصات أهالي شهداء غزة، لكنه عبّر عن أمله بألا تطول فترة انتظارهم.

وبشأن شهداء حربي عام 2008 و2012، لفت النحال إلى أن المؤسسة اعتمدت الأسماء كافة، منذ مايو/أيار 2014، وجرى البدء في صرف مخصصاتهم المالية.

وفي الختام ناشدت العويداتالرئيس الفلسطيني محمود عباس والمسؤولين الفلسطينيين الإسراع بصرف مخصصاتهم المالية المستحقة بعيداً عن التجاذبات السياسية ليتمكنوا من العيش بكرامة.

شاهد المزيد من الأخبار والأنشطة